
بدأ خوسيه ريفيرو، المدرب الجديد للأهلي، أول تدريباته مع الفريق برؤية واضحة: الانضباط أو الرحيل. في أجواء مشحونة، صدم ريفيرو أحد نجوم الفريق برسالة صريحة تفرض جديته من أول يوم
منذ لحظة دخوله إلى أرض الملعب، بدا واضحًا أن ريفيرو لا يعرف المجاملة، ولا يؤمن بالبدايات الهادئة. ظهر صارمًا، مركزًا، يراقب كل تفصيلة بدقة، وكأنه يحلل كل لاعب وكأن هذا اليوم هو يوم الحسم.
أول تمرين.. انطباعات قوية .. خوسية ريفيرو غاضب
بدأ التمرين بمحاضرة قصيرة، خاطب فيها اللاعبين بلغة حاسمة، مؤكدًا أن الجميع أمام صفحة جديدة، وأن الفيصل سيكون داخل الملعب فقط. وأضاف: “من يجتهد سيلعب، ومن يتكاسل لن يجد له مكانًا حتى على مقاعد البدلاء.”
قسم بعدها الفريق إلى مجموعات، ركز فيها على الجوانب البدنية أولاً، قبل أن ينتقل سريعًا إلى تمارين الضغط العالي، والتحرك دون كرة، وهي عناصر لطالما تميزت بها الفرق التي دربها في أمريكا الجنوبية.
اللافت أن ريفيرو كان يتدخل بنفسه في التمارين، يشرح، يصرخ، يصحح. لم يترك الأمور للمساعدين كما اعتاد بعض المدربين، بل قاد المران بنفسه خطوة بخطوة، وأظهر شغفًا كبيرًا بالتفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في المباريات الكبيرة.
مقالات قد تهمك :
شاهد انتقالات الاهلي الصيفية كاملة
لمشاهدة اخبار الاهلي من الموقع الرسمي :
انفعال مبكر.. وغضب غير معتاد
وسط هذه الأجواء الحماسية، شهد المران لقطة أثارت الكثير من الجدل، بعدما أبدى ريفيرو غضبه الواضح من أحد اللاعبين البارزين داخل الفريق، بسبب ما وصفه بـ”الاستهتار بالتعليمات”. فخلال إحدى الجمل التكتيكية التي تتعلق بالتحرك الدفاعي، أخطأ اللاعب أكثر من مرة في التمركز، رغم التنبيهات المتكررة.
لم يتحمل ريفيرو الموقف، فأوقف المران تمامًا، وتوجه نحو اللاعب بنبرة حادة، قائلاً له: “إذا لم تستوعب التعليمات، فمكانك ليس هنا.”
ورغم أن اللاعب حاول التبرير، إلا أن المدرب أدار ظهره، وطلب استئناف المران دون نقاش.
الموقف كان صادمًا للبعض، خاصة أن اللاعب المعني يُعد من العناصر الأساسية، وأحد نجوم الفريق في السنوات الأخيرة، إلا أن المدرب لم يبدُ مهتمًا بالأسماء، بل أصر على فرض النظام والانضباط منذ اليوم الأول.
رسائل واضحة للاعبين
واقعة الغضب كانت بمثابة رسالة واضحة لكل عناصر الفريق: ريفيرو لا يخشى المواجهة، ولا يضع أي لاعب في منطقة الأمان. الكل سواء، ومن يريد أن يكون ضمن مشروعه، عليه أن يُثبت ذلك على أرض الملعب.
عدد من اللاعبين –بحسب مصادر داخل الفريق– أبدوا ارتياحهم لهذا الأسلوب، مشيرين إلى أن الفريق يحتاج فعلاً إلى مدرب صارم بعد موسم شهد بعض الفتور في الأداء والانضباط داخل بعض المعسكرات.
دعم إداري للمدرب الجديد
على الجانب الإداري، أظهر مسؤولو الأهلي دعمهم الكامل لريفيرو، إذ تواجد مدير الكرة وممثلون عن مجلس الإدارة خلال المران، وأكدوا في تصريحات مقتضبة أن “المدرب يملك الصلاحيات الكاملة، وأن القرارات الفنية ملك له وحده.”
هذا الدعم يُعد أمرًا حاسمًا لأي مدرب جديد، لكنه أكثر أهمية في الأهلي تحديدًا، حيث حجم النجوم، وضغط الجماهير، وتوقعات البطولات.
الجماهير تترقب.. والأمل يتجدد
على منصات التواصل الاجتماعي، بدأت جماهير الأهلي تداول مقاطع وصور من المران الأول، وعلّق كثيرون على “الحزم والانضباط” الذي أظهره المدرب، معبرين عن أملهم في أن يكون هو الرجل المناسب للمرحلة القادمة، خاصة بعد التراجع الملحوظ في بعض المباريات الحاسمة بالموسم الماضي.
وكتب أحد المشجعين: “أخيرًا مدرب لا يجامل.. الانضباط هو بداية النجاح.”
فيما قال آخر: “لو كمل على نفس النهج، هنشوف أهلي مختلف الموسم الجاي.”
بداية مشروع.. لا مجرد مرحلة
من الواضح أن خوسيه ريفيرو لا يرى مهمته في الأهلي كمجرد وظيفة مؤقتة، بل كمشروع طويل الأمد. طريقته في التمرين، رسائله للاعبين، وحتى انفعاله، كلها إشارات تؤكد أنه جاء ليترك بصمة، وليس ليكون مجرد اسم في سجل المدربين.
ومع وجود أسماء واعدة في الفريق، ولاعبين شباب ينتظرون الفرصة، يبدو أن الموسم القادم سيشهد منافسة شرسة داخل الأهلي، ليس فقط في المباريات، بل في كل تمرين، وكل جري، وكل تمريرة.
خاتمة:
أولى الحصص التدريبية للمدرب خوسيه ريفيرو لم تمر بهدوء، بل كانت صاخبة ومليئة بالدلالات. غضب، حسم، ورسائل مشفرة إلى الجميع. فهل يستمر على نفس النهج؟ وهل يتقبل اللاعبون هذه الصدمة التكتيكية والانضباطية؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير، ولكن المؤكد أن الأهلي دخل مرحلة جديدة، بقيادة رجل لا يعرف التهاون.