شيكابالا يعلن اعتزاله في برنامج الكورة مع فايق.. كواليس مؤثرة ورسائل الوداع للجميع

الكورة مع فايق.. لحظة الوداع على الهواء
في واحدة من أكثر الحلقات تأثيرًا في تاريخ البرامج الرياضية المصرية، ظهر قائد الزمالك شيكابالا في برنامج الكورة مع فايق ليعلن رسميًا اعتزاله كرة القدم بعد مشوار امتد لأكثر من عقدين داخل وخارج أسوار القلعة البيضاء.
حلقة حملت بين طياتها دموعًا واعترافات ومشاعر جياشة، وبدت وكأنها “خطاب الوداع” من أحد أساطير الكرة المصرية الذين لم يكتفوا باللعب، بل صنعوا هوية وانتماء لجماهيرهم.
شيكابالا يعلن اعتزاله رسميًا
في لحظة مؤثرة، قال شيكابالا بصوته المبحوح ودموعه التي غلبته:
“أنا خلاص قررت.. أعلن اعتزالي، وأتمنى أكون طلعت من الملاعب والناس كلها راضية عني.”
عبارة قصيرة لكنها حملت وراءها سنوات من الشغف، الانتماء، والصراع بين الحب والجدل، والانتصارات والانكسارات.
وقد استخدم شيكابالا كلمته في الحلقة ليغلق صفحة طالما أثارت الجدل والإعجاب في آن واحد، ويبدأ فصلًا جديدًا عنوانه: “الاحترام”.
“كنت ساكن في مدرجات الزمالك”.. قصة حب من الطفولة
واحدة من أكثر العبارات التي أثارت مشاعر الجماهير، عندما كشف شيكابالا عن جانب خفي من طفولته، قائلاً:
“أنا لما كنت صغير، كنت ساكن في مدرجات نادي الزمالك حرفيًا.. دا اللي خلاني أحب النادي بالشكل دا.”
هذه العبارة لخصت كل شيء: لم يكن مجرد لاعب، بل نشأ وتربى في قلب النادي، وارتبط به وجدانيًا منذ لحظة وعيه الأولى.
ذلك التعلق الفطري بالنادي جعل من مشواره مع الزمالك ليس مجرد عقد احترافي، بل رحلة عمر وهوية متكاملة.
اعتذار صريح لجمهور الأهلي
في خطوة لاقت استحسانًا واسعًا، وجّه شيكابالا رسالة اعتذار علنية إلى جمهور الأهلي، قائلاً:
“أنا آسف على أي حاجة حصلت مني.. مش عاوز حد يزعل، نفسي أعتزل والكل راضي عني.”
جاء هذا الاعتذار في ظل التوترات التي شهدتها فترات سابقة من مسيرته بينه وبين جمهور الأهلي، لكنه قرر أن يغادر الملاعب بقلب صافي ونفس مطمئنة، تاركًا خلفه الخلافات، ومحتضنًا السلام.
دموع شيكابالا تهز القلوب.. الحلقة تتحول إلى مأتم رياضي
في لحظة عجزت الكاميرا عن إخفائها، انهار شيكابالا باكيًا أمام المذيع وأمام جمهور الشاشة، بمجرد أن بدأ زملاؤه ومحبيه إرسال رسائلهم المؤثرة إليه، والتي تم عرضها خلال الحلقة.
دموعه لم تكن فقط بسبب قرار الاعتزال، بل كانت نتيجة تراكم مشاعر سنوات طويلة، وذكريات كبيرة، وحنين لا يوصف لقميص الزمالك الذي لن يرتديه مرة أخرى داخل الملعب.
الحلقة تحولت إلى وداع جماعي من الملايين، وسط مشهد مؤثر وصفه البعض بـ”جنازة كروية لأسطورة حية”.
كواليس الحلقة.. رسائل مبكية من لاعبين ومدربين
رسائل شيكابالا، شهدت الحلقة مفاجآت عديدة، من ضمنها عرض رسائل مسجلة من زملائه السابقين، ومدربين أشرفوا عليه، وشخصيات رياضية مهمة في تاريخه.
كل رسالة كانت تحمل عبارات دعم وتقدير وعرفان، وانتهت برسالة موحدة:
“أنت صنعت الفارق، كنت روح الزمالك الحقيقية.”
ورغم أنه لم يُذكر أسماء على الهواء، إلا أن التقدير كان واضحًا على ملامح شيكابالا التي تغيرت بعد كل مقطع.
مشوار استثنائي.. من أسوان إلى أوروبا والعودة أسطورة
بدأ شيكابالا مسيرته في نادي الزمالك وهو شاب صغير قادم من أسوان، ولفت الأنظار بموهبته الاستثنائية.
ثم احترف في باوك اليوناني، مرورًا بتجارب احترافية في البرتغال والسعودية، لكنه كان دائمًا يعود إلى المكان الذي يعرفه قلبه: الزمالك.
شارك في عشرات النهائيات، حقق بطولات محلية وقارية، وكان قائدًا حقيقيًا للفريق في أكثر فتراته صعوبة، وخاصة بعد ثورة يناير وأزمات الزمالك الإدارية.
بطولات شيكابالا.. أرقام تحكي التاريخ
- الدوري المصري الممتاز: 3 مرات
- كأس مصر: 4 مرات
- كأس السوبر المصري: مرتين
- كأس الكونفدرالية: مرة واحدة
- بطولة السوبر السعودي المصري: مرة واحدة
ورغم أن البعض يرى أن بطولاته لا تعكس موهبته كاملة، إلا أن مكانته في قلوب الجماهير كانت دائمًا أكبر من أي كأس.
الجدل والتألق.. وجهان لمسيرة شيكابالا
شيكابالا يعلن اعتزاله، شيكابلا كان دائمًا في قلب الجدل، سواء بسبب انفعالاته أو تصريحاته أو ردود فعله داخل وخارج الملعب.
لكنه في الوقت ذاته، كان أيقونة موهبة استثنائية، يملك ما لا يملكه غيره من اللاعبين: القدرة على الإمتاع الخالص.
الكرة تحت قدمه كانت ترقص، تمريراته تحمل لمسة ساحر، ولمسته الأخيرة كثيرًا ما صنعت الفارق في المباريات الكبرى.
شيكابالا بعد الاعتزال.. ماذا بعد؟
حتى الآن لم يكشف شيكابالا عن خطوته القادمة، لكن المقربين منه ألمحوا إلى أنه قد يتجه للعمل داخل نادي الزمالك، سواء في قطاع الناشئين أو في منصب إداري.
جماهير الزمالك تطالب النادي بمنحه دورًا كبيرًا يتناسب مع رمزيته وتاريخه، وربما يتم الإعلان قريبًا عن تكريمه داخل استاد القاهرة أو النادي نفسه في احتفالية كبيرة.
لماذا يبقى شيكابالا حالة خاصة؟
لأن شيكابالا ببساطة لم يكن مجرد لاعب، بل رمز لجيل، وأيقونة انتماء، وصوت جمهور.
هو اللاعب الذي ظل يرفض كل العروض المغرية من أجل حب الكيان، والذي قاتل داخل الملعب حتى في أصعب الظروف، شيكابالا يعلن اعتزاله.
حتى مع قلة مشاركاته في المواسم الأخيرة، ظلت الجماهير تراه “القائد” الحقيقي للفريق.
شيكابالا يعلن اعتزاله… ولكن ليس وداعًا
رغم إعلان شيكابالا يعلن اعتزاله، إلا أن القصة لن تنتهي عند هذا الحد.
سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة جماهير الزمالك، كأحد أبرز وأوفى اللاعبين الذين مروا على النادي.
كلماته الأخيرة، ودموعه الصادقة، واعتذاراته المتزنة، كلها تؤكد أنه يغادر الملاعب بكرامة وتواضع وقلب نظيف.