تحوّلت فرحة جماهير مولودية الجزائر بالتتويج بلقب الدوري الجزائري إلى كارثة إنسانية، بعدما انهار أحد الأسوار الحديدية في مدرجات ملعب المباراة، خلال مواجهة الفريق أمام نادي المجرة في الجولة الأخيرة من المسابقة مساء اليوم.
وبينما كانت الأجواء تعيش لحظات من الفرح والترقب لتسليم درع البطولة، سقط السور الحديدي بسبب تدافع الجماهير نحو أرضية الملعب، ما تسبب في إصابة العشرات ووقوع ضحايا فارقوا الحياة في لحظة مأساوية هزّت الوسط الرياضي في الجزائر.
تفاصيل الحادث المؤلم في ملعب المباراة
وفقًا لشهود عيان، فإن الحادث وقع مباشرة بعد نهاية اللقاء الذي انتهى بالتعادل السلبي، عندما حاولت مجموعة من جماهير المولودية الاقتراب من اللاعبين للاحتفال باللقب التاسع في تاريخ النادي. ومع تدافع الأعداد نحو سور الحماية، لم يتحمل السور الضغط، وسقط بشكل مفاجئ، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من المشجعين من ارتفاع كبير.
سيارات الإسعاف حضرت إلى المكان بسرعة، وتم نقل المصابين إلى مستشفيات قريبة، في حين بدأت السلطات الأمنية التحقيق في ظروف وملابسات الحادث.
التتويج باللقب لم يمنع الألم
كان فريق مولودية الجزائر قد حسم لقب الدوري رسميًا منذ الجولة الماضية، لكن التعادل أمام المجرة أكد تفوقه بفارق نقطتين فقط عن شبيبة القبائل، ليتوج بلقبه الأول منذ سنوات، والتاسع في تاريخه العريق.
ومع أن الجماهير استعدت لهذا اليوم الكبير، فإن الحادث المفجع طغى على كل مظاهر الاحتفال، وسط حالة من الحزن والغضب والذهول بين الحاضرين.
ضحايا ومصابين.. وردود فعل غاضبة
حتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم تصدر الجهات الرسمية بيانًا دقيقًا بعدد الوفيات والمصابين، لكن وسائل إعلام محلية أكدت وجود ضحايا فارقوا الحياة، إضافة إلى إصابات حرجة في صفوف الجماهير، بينهم أطفال وشباب.
مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بصور ومقاطع فيديو توثّق اللحظة الصادمة، كما عبّر رواد المنصات عن غضبهم من غياب إجراءات السلامة داخل الملاعب الجزائرية، مطالبين بـ تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال.
تكرار الحوادث داخل الملاعب الجزائرية
يُعد هذا الحادث الأليم حلقة جديدة في سلسلة من حوادث الملاعب الجزائرية التي شهدت سقوط جماهير أو حالات تدافع سابقة. ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان مطالبات متكررة من خبراء ومتابعين بضرورة:
- تأمين المدرجات بأسوار آمنة حديثة
- مراقبة سعة الملاعب بدقة
- التعامل الاحترافي مع احتفالات التتويج الجماهيري
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تصدر رابطة الدوري الجزائري لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة بيانات رسمية خلال الساعات المقبلة لتوضيح أسباب الحادث، وتقديم التعازي لعائلات الضحايا، في حين تتواصل التحقيقات لمعرفة المسؤول المباشر عن هذه الفاجعة.
وتبقى كرة القدم الجزائرية في حاجة ماسة إلى خطط جذرية لتحسين أمن الملاعب، حتى لا تتحوّل المباريات من ساحات للفرح إلى مشاهد للدموع.
