روسيا وإيران: لماذا التزمت موسكو الحياد في مواجهة تل أبيب؟

روسيا وإيران، تحالف استراتيجي طالما واجه الضغوط الغربية بثبات، لكن المواجهة الأخيرة بين طهران وتل أبيب كشفت تصدعًا واضحًا في هذا التحالف. فبينما تلقت إيران ضربات موجعة من إسرائيل والولايات المتحدة، التزمت موسكو الحياد بشكل لافت، مما أثار تساؤلات حول دوافع هذا الصمت الروسي في لحظة مفصلية.
روسيا وإيران: تحالف أم حسابات مصالح؟
لطالما اعتُبرت موسكو وطهران حليفين استراتيجيين، خاصة في ملفات مثل الحرب السورية والتعاون العسكري والتقني. إلا أن الأحداث الأخيرة طرحت علامات استفهام كبيرة حول محدودية هذا التحالف، خاصة بعد امتناع روسيا عن اتخاذ موقف داعم لإيران في وجه الهجمات الإسرائيلية والأميركية.
وعلى الرغم من الإدانة الشكلية التي صدرت عن الخارجية الروسية، فإن غياب الدعم السياسي أو حتى التنديد الفعّال بالضربات الأميركية ضد منشآت إيران النووية، كشف عن موقف روسي يميل إلى تجنّب التصعيد مع واشنطن وتل أبيب، خصوصًا في ظل انشغال موسكو العميق بالحرب في أوكرانيا، والتحديات الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الغربية.
الضربات الأميركية وتبدل المعادلات
في 22 يونيو/حزيران، دخلت الولايات المتحدة خط المواجهة بشكل مباشر، حين شنت غارات مكثفة استهدفت منشآت نووية إيرانية استراتيجية مثل نطنز، فوردو، وأصفهان. وجاء الرد الإيراني سريعًا بقصف قاعدة العديد الأميركية في قطر، ما وسّع رقعة المواجهة وأدخل أطرافًا إقليمية في دائرة النار.